الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الإلمام بأحاديث الأحكام
.بَاب أُمُور مُسْتَحبَّة وَأُمُور مَكْرُوهَة فِي الصَّلَاة سُوَى مَا تقدم: (303) عَن عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا من أحد يتَوَضَّأ فَيحسن الْوضُوء ، وَيُصلي رَكْعَتَيْنِ يقبل بِقَلْبِه وَوَجهه عَلَيْهِمَا؛ إِلَّا وَجَبت لَهُ الْجنَّة». أخرجه أَبُو دَاوُد.(304) وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا خرج يَوْم الْعِيد أَمر بالحربة؛ فتوضع بَين يَدَيْهِ؛ فَيصَلي إِلَيْهَا وَالنَّاس وَرَاءه وَكَانَ يفعل ذَلِك فِي السّفر، فَمن ثمَّ اتخذها الْأُمَرَاء. لفظ مُسلم.(305) وَرَوَى مَالك، عَن بُسر بن سعيد أَن زيد بن خَالِد أرْسلهُ إِلَى أبي جُهيم يسْأَله مَاذَا سمع من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المارّ بَين يَدي الْمُصَلِّي- مَاذَا عَلَيْهِ من الْإِثْم- فَقَالَ أَبُو جُهيم: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَو يعلم المارّ بَين يَدي الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ من الْإِثْم لَكَانَ أَن يقف أَرْبَعِينَ خيرا من أَن يمر بَين يَدَيْهِ». قَالَ أَبُو النَّضر: لَا أَدْرِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَو شهرا، أَو سنة. مُتَّفق عَلَيْهِمَا وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ.(306) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن ستْرَة المصلِّي فَقَالَ: «مثل مؤخرة الرحل». انْفَرد بِهِ مُسلم.(307) وَعَن سهل بن أبي حثْمَة يبلغ بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا صَلَّى أحدكُم إِلَى ستْرَة فليدن مِنْهَا لَا يقطع الشَّيْطَان عَلَيْهِ صلَاته». أخرجه أَبُو دَاوُد.(308) وَعَن أبي هُرَيْرَة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه نهَى أَن يُصَلِّي الرجل مُخْتَصرا. لفظ البُخَارِيّ، وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ.(309) وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا وضع عَشاء أحدكُم وأقيمت الصَّلَاة، فابدؤوا بالعَشاء، وَلَا يعجلنّ حَتَّى يفرغ مِنْهُ».(310) وَعَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا كَانَ أحدكُم فِي الصَّلَاة فَإِنَّهُ يُنَاجِي ربه، فَلَا يبزقن بَين يَدَيْهِ، وَلَا عَن يَمِينه، وَلَكِن عَن شِمَاله تَحت قدمه».(311) وَعَن مُعَيقيب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَنهم سَأَلُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الْمسْح فِي الصَّلَاة؟ فَقَالَ: «وَاحِدَة». قلت: المُرَاد مسح الْحَصْبَاء للتسوية، تبين ذَلِك فِي رِوَايَة أُخْرَى.(312) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يَأْمَن الَّذِي يرفع رَأسه فِي الصَّلَاة قبل الإِمَام أَن يحول الله صورته صُورَة حمَار». مُتَّفق عَلَيْهَا كلهَا، وَاللَّفْظ لمُسلم.(313) وَعَن عَائِشَة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: سَأَلت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الِالْتِفَات فِي الصَّلَاة؟ فَقَالَ: «هُوَ اختلاس يختلسه الشَّيْطَان من صَلَاة العَبْد».(314) وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كَانَ قرام لعَائِشَة تستر بِهِ جَانب بَيتهَا، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أميطي عَنَّا قرامك هَذَا، فَإِنَّهُ لَا تزَال تصاويره تعرض فِي صَلَاتي». انْفَرد بهما البُخَارِيّ.(315) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فِي قصَّة، أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «لَا صَلَاة بِحَضْرَة الطَّعَام، وَلَا وَهُوَ يدافعه الأخبثان».(316) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «التثاؤب فِي الصَّلَاة من الشَّيْطَان، فَإِذا تثاءب أحدكُم فليكظم مَا اسْتَطَاعَ».(317) وَعَن جَابر بن سَمُرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لينتهين أَقوام يرفعون أَبْصَارهم إِلَى السَّمَاء فِي الصَّلَاة أَو لَا ترجع إِلَيْهِم». انْفَرد بهَا مُسلم.(318) عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا شكّ أحدكُم فِي صلَاته فَلم يدر كم صَلَّى ثَلَاثًا أَو أَرْبعا، فليطرح الشَّك وليبن عَلَى مَا استيقن، ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ قبل أَن يسلم، فَإِن كَانَ صَلَّى خمْسا شفعن لَهُ صلَاته، وَإِن كَانَ صَلَّى تَمامًا لأَرْبَع كَانَتَا ترغيماً للشَّيْطَان». أخرجه مُسلم.(319) وَفِي رِوَايَة هِشَام بن سعد لهَذَا الحَدِيث: «إِذا شكّ أحدكُم فِي صلَاته فَلَا يدري كم صَلَّى ثَلَاثًا أَو أَرْبعا، فَليقمْ فَليصل رَكْعَة». الحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة من حَدِيث ابْن وهب عَنهُ، وَعَن غَيره وَلم يرفعهُ مِنْهُم غَيره.(320) وَرَوَى عَلْقَمَة، قَالَ: قَالَ عبد الله: صَلَّى لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِبْرَاهِيم: زَاد أَو نقص فَذكر الحَدِيث وَفِيه: «إِذا شكّ أحدكُم فِي صلَاته فليتحرَّ الصَّوَاب، فليتم عَلَيْهِ، ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ». لفظ مُسلم.(321) وَعند أبي دَاوُد: «فليتم عَلَيْهِ، ثمَّ ليسلم، ثمَّ ليسجد سَجْدَتَيْنِ» وَرِجَاله رجال الصَّحِيحَيْنِ.(322) وَفِي رِوَايَة لمُسلم فَقَالَ: «إِذا زَاد الرجل أَو نقص فليسجد سَجْدَتَيْنِ».(323) وَعَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى صَلَاتي العشيِّ: إِمَّا الظّهْر وَإِمَّا الْعَصْر، فسلّم فِي رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ أَتَى جذعاً فِي قبْلَة الْمَسْجِد فاستند إِلَيْهَا مُغضَباً، وَفِي الْقَوْم أَبُو بكر وَعمر، فَهَابَا أَن يُكَلِّمَاهُ، وخرجَ سَرعان النَّاس فَقَالُوا قصرت الصَّلَاة. فَقَامَ ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أقصرت الصَّلَاة أم نسيتَ؟ فَنظر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينا وَشمَالًا فَقَالَ: «مَا يَقُول ذُو الْيَدَيْنِ؟» فَقَالُوا: صدق، لم تصل إِلَّا رَكْعَتَيْنِ، فَصَلى رَكْعَتَيْنِ وَسلم، ثمَّ كبّر، ثمَّ سجد، ثمَّ كبّر، فَرفع، ثمَّ كبّر وَسجد، ثمَّ كبّر فَرفع قَالَ: وأخبرت عَن عمرَان بن الْحصين أَنه قَالَ: وسلَّم. لفظ مُسلم.(324) وَفِي رِوَايَة عِنْد البُخَارِيّ فَقَالَ: أنسيت أم قصُرت الصَّلَاة؟ فَقَالَ: «لم أنس وَلم تقصر» قَالَ: بلَى قد نسيت.(325) وَفِي رِوَايَة عِنْد أبي دَاوُد: فأوْمَؤوا: أَي نعم، وَعِنْده - فِي رِوَايَة- فِي قصَّة ذِي الْيَدَيْنِ كبَّر، ثمَّ كبَّر وَسجد.(326) وَفِي حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن عِنْد مُسلم: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْعَصْر فَسلم عَن ثَلَاث رَكْعَات، فَدخل منزله، فَقَامَ إِلَيْهِ رجل يُقَال لَهُ الْخِرْبَاق، وَكَانَ فِي يَدَيْهِ طول قَالَ لَهُ: يَا رَسُول الله، فَذكر لَهُ صَنِيعه، فَخرج غَضْبَان يجر رِدَاءَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى النَّاس، فَقَالَ: «أصدَق هَذَا؟» قَالُوا: نعم فَصَلى رَكْعَة، ثمَّ سلم، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ سلم.(327) وَعند أبي دَاوُد عَن عمرَان: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بهم فَسَهَا، فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ تشهد، ثمَّ سلم.(328) وَعَن عبد الله بن بُحينة الْأَزْدِيّ حَلِيف بني عبد الْمطلب: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي صَلَاة الظّهْر وَعَلِيهِ جُلُوس، فَلَمَّا أتم صلَاته سجد سَجْدَتَيْنِ: يكبر فِي كل سَجْدَة وَهُوَ جَالس قبل أَن يسلم، وسجدهما النَّاس مَعَه مَكَان مَا نسي من الْجُلُوس. لفظ رِوَايَة مَالك عِنْد البُخَارِيّ.(329) وَعَن عبد الله هُوَ ابْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظّهْر خمْسا، فَسجدَ فَقيل لَهُ: أَزِيد فِي الصَّلَاة؟ فَقَالَ: «وَمَا ذَاك؟» قَالُوا: صليت خمْسا، فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا سلم. لفظ البُخَارِيّ.(330) وَفِي رِوَايَة عِنْد مُسلم وفيهَا قصَّة: فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ ثمَّ سلم.(331) عَن عمرَان بن حُصَيْن رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كَانَت بِي بواسير، فَسَأَلت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الصَّلَاة؟ فَقَالَ: «صلّ قَائِما، فَإِن لم تستطع فقاعداً، فَإِن لم تستطع فعلَى جنب». أخرجه البُخَارِيّ.(332) وَعَن أبي الزبير، عَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاد مَرِيضا فَرَآهُ يُصَلِّي عَلَى وسَادَة، فَأَخذهَا فَرَمَى بهَا، فَأخذ عوداً ليُصَلِّي عَلَيْهِ، فَأَخذه فَرَمَى بِهِ، وَقَالَ لَهُ: «صل عَلَى الأَرْض إِن اسْتَطَعْت، وَإِلَّا فأوم إِيمَاء، وَاجعَل سجودك أَخفض من ركوعك».(333) وَفِي رِوَايَة: «إِن أطقت أَن تصلي عَلَى الأَرْض وَإِلَّا...». لفظ الْبَيْهَقِيّ فيهمَا.(334) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت: رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي متربعاً. أخرجه النَّسَائِيّ..بَاب صَلَاة الْمُسَافِر: (335) عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: فرضت الصَّلَاة رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فِي الْحَضَر وَالسّفر، فأقرت صَلَاة السّفر، وَزيد فِي صَلَاة الْحَضَر. مُتَّفق عَلَيْهِ.(336) وعنها: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يقصر فِي الصَّلَاة وَيتم، ويصوم وَيفْطر. أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ، وَقَالَ: هَذَا إِسْنَاد صَحِيح.(337) وَعَن يَحْيَى بن يزِيد الهُنائي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: سَأَلت أنس بن مَالك عَن قصر الصَّلَاة، فَقَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا خرج مسيرَة ثَلَاثَة أَمْيَال أَو ثَلَاثَة فراسخ- شُعْبَة الشاك- صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. أخرجه مُسلم.(338) وَعَن الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يمْكث المُهَاجر بعد قَضَاء نُسكه ثَلَاثًا». مُتَّفق عَلَيْهِ.(339) وَعَن أنس بن مَالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة فَصَلى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ. قلت: كم أَقَامَ بِمَكَّة؟ قَالَ: عشرا. أخرجه مُسلم.(340) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: أَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَة عشر يَوْمًا بِمَكَّة يقصر الصَّلَاة فَنحْن إِذا سافرنا تِسْعَة عشر يَوْمًا قَصرنَا، وَإِذا زِدْنَا أتممنا. أخرجه البُخَارِيّ.(341) وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد: أَقَامَ سبع عشرَة يَوْمًا بِمَكَّة يقصر الصَّلَاة.(342) وَرَوَى معمر بِسَنَدِهِ، عَن جَابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: أَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتبوك عشْرين يَوْمًا يقصر الصَّلَاة. وَرَوَاهُ غير معمر فَأرْسلهُ.(343) وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا عجَّل بِهِ السّفر يُؤَخر الظّهْر إِلَى وَقت الْعَصْر، ثمَّ ينزل فَيجمع بَينهمَا، فَإِن زاغت الشَّمْس قبل أَن يرتحل صَلَّى الظّهْر، ثمَّ يركب أخرجه مُسلم.(344) وَفِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ: كَانَ إِذا كَانَ فِي سفر فَزَالَتْ الشَّمْس صَلَّى الظّهْر وَالْعصر، ثمَّ ارتحل.(345) وَعَن نَافِع أَن عبد الله بن عمر كَانَ إِذا جدَّ بِهِ السّير جمع بَين الْمغرب وَالْعشَاء بَعْدَمَا يغيب الشَّفق، وَيَقُول: إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا جَدَّ بِهِ السّير جمع بَين الْمغرب وَالْعشَاء. لفظ مُسلم.(346) وَفِي رِوَايَة ابْن فُضَيْل، عَن أَبِيه، عَن نَافِع وَعبد الله بن وَاقد، أَن مُؤذن ابْن عمر قَالَ: الصَّلَاة، قَالَ: سِرْ، حَتَّى إِذا كَانَ قبل غرُوب الشَّفق نزل فَصَلى الْمغرب، ثمَّ انْتظر حَتَّى غَابَ الشَّفق فَصَلى الْعشَاء، ثمَّ قَالَ: إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا عجل بِهِ أَمر صنع مثل مَا صنعت. قيل وَبِمَعْنَاهُ رَوَاهُ عقيل، وَابْن جَابر، وَعَطَاء.(347) وَرَوَى مَالك بِسَنَدِهِ إِلَى معَاذ بن جبل رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَنهم خَرجُوا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَام تَبُوك، فَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجمع بَين الظّهْر وَالْعصر، وَبَين الْمغرب وَالْعشَاء. فأخَّر الصَّلَاة يَوْمًا ثمَّ خرج فَصَلى الظّهْر وَالْعصر جَمِيعًا، ثمَّ دخل ثمَّ خرج فَصَلى الْمغرب وَالْعشَاء جَمِيعًا... الحَدِيث.(348) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: جمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَين الظّهْر وَالْعصر وَالْمغْرب وَالْعشَاء جَمِيعًا بِالْمَدِينَةِ من غير خوف وَلَا مطر. قيل لِابْنِ عَبَّاس: مَا أَرَادَ إِلَى ذَلِك؟ قَالَ: أَرَادَ أَن لَا يُحرج أمته.(349) وَفِي رِوَايَة: صَلَّى لنا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظّهْر وَالْعصر جَمِيعًا وَالْمغْرب وَالْعشَاء جَمِيعًا، من غير خوف وَلَا سفر وَلَا مطر.(350) وَرَوَى عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل فِي حَدِيث الْمُسْتَحَاضَة جمعهَا بَين الصَّلَاتَيْنِ. وَهُوَ عِنْد أبي دَاوُد وَغَيره. وَابْن عقيل تقدم.
|